حمَام أول

🇧🇭

-

توصيف العمل الفني

اعمالي التكوينية الثلاثة هي عمل واحد ، يعبر عن حياة حمام لوّل في بيوت البحرين القديمة . فالحمام كان يلازم البيوت البحرينية ويسكن مع افراد العائلة ، وغالباً على سطوحها او يقيم في زوايا او جدران المنازل وثغورها سواء داخل البيت او خارجه . ولذلك فان الحمام المنزلي كان مستقراً في البيوت البحرينية القديمة ويألف مع افراد البيوت ويستقر فيها ويتكاثر في امان وسلام دون خوف . يوفر اصحاب البيوت للحمام طعامه على شكل حبوب الشعير او بقايا الاكل من الرز او خبز الخباز بالاضافة لوضع ماء له في إناء دائري ليشرب منه عند حاجته . مع الاسف فإن هذا النوع من الحمام المنزلي لم يعد قائماً او موجودا في بيوت البحرين ولم تعد طريقة العمران وبناء البيوت ومواد بنائها واشكالها المعمارية القديمة قائمة اليوم .. ففي الماضي كانت المنازل افقية سواء بيوت الاغنياء او الفقراء وفي كل بيت يوجد فيه فناء تحيطه الغرف بجدرانها الداخلية والخارجية بالاضافة لوجود سطح للبيت وكل هذه عوامل كانت جاذبة للحمام لتستقر وتألف فيه ، خاصة ان الناس تتعامل مع الحمام وتربيته واطعامه كنوع من البركة والخير والسلام والامان لها . فهذه الرمزية كانت حاضرة في ثقافة البحريني و سلوكه -بشكل واعي او غير واعي - فقد لعبت هذه الرمزية دوراً في حب البحرينيين للحمام وتعلقهم به . فالحمام ناعم الملمس وحنون لأقصى حد ويألف سريعاً و يأوي عشه دوماً . حاولت ان اجسد كل الافكار المذكورة أعلاه و كل ما يتصل بحياة الحمام المستأنسة في بيوت البحرين القديمة باعمالي التشكيلية الثلاثة وهي عمل واحد في جوهره كما اشرت . ولأني اصمم عملاً فنياً يتصل بالماضي ( التاريخ ) فقط وليس له علاقة ببعدي الحاضر والمستقبل . فقد وضعت البيوت البحرينية القديمة الافقية الشكل في شكل عمودي لمقتضيات التشكيل من جهة ، والاهم للاحساس بالامتداد التاريخي في بعده الماضي من جهة اخرى ، بوصفه هو التاريخ الماضي الذي لن يعود وانا بعملي استوقفت ذاك الماضي القديم في عمودية الوحدات المنزلية مع الحفاظ على بساطتها وتصور شكل الحمام وعيشه في جدران تلك البيوت وسطوحها القديمة الملائمة لتضاريس وبيئة البحرين البحرية والزراعية والبرية .

حجم العمل

80 سم

المواد المستخدمة

الحجر الأبيض